إعتادت ليلى أن ترمق فؤاد بنظرات إعجاب.
كانت تحبه حبا جما.
فؤاد شاب مثقف حاصل على شهادة في التسيير من مركز التكوين المهني.
هو أيضا معجب بها لكن ثقافته الذكورية تأبى أن يعترف لها بذلك.
دخل معترك الشغل.
في وطننا، ليس هناك قانون للشغل، هناك قانون الغاب.
دائما مصالح رجال الأعمال و الأغنياء هي الأولى.
إكتشف المغرب غير الرحيم في بحثه عن الشغل و حتى بعد حصوله عن العمل.
ما أقسى أن تعمل ساعات طوال و يؤدى بربع الحد الأدنى الأجور و لا تستفيذ من التغطية الصحية و لا من تقاعد و عندما تحتج يأتي أحدهم ليقول "إذا كنت غير راغب في هذا (العمل) فهناك الالاف الذين يقبلون به و بأجور أقل".
كل شيئ عندنا يسير وفق منطق العبودية. هذا ما خلص له له فؤاد بعد أن خبر دهاليز الشغل.
الحل هو الهجرة، قالها في نفسه.
و لكن ليلى الفتاة العفيفة الجميلة إبنة جيرانه و التي يعرف الجميع بمدى التجاذب بينهما.
هل يتركها؟
مستحيل.
الحل أن يسرع بتأمين مستقبله هناك و يعود ليتزوجها.
لكن كيف يهاجر إذا كانت حدود دولته مغلقة و يحرسها حراس غلاظ شداد لا يسمحون للخروج منها إلا من حصل على ترخيص يسمونه تأشيرة.
الحل السهل أن يضمنه أحد من أهل تلك البلاد البعيدة. لكن من؟
بحث في النوادي الليلية حتى وجد ضالته.
فرانسواز.
أوربية أكبر منه بسنوات قليلة.
هو أحسن حظا من كثيرين، تزوجوا نساءا في أعمار أمهاتهم.
أقنعها بالزواج.
ظل ينتظر أكثر من خمسة أشهر حتى جاءته الموافقة الرسمية لزواجه منها من سلطات بلدها.
هم لا يزوجون أبناؤهم لكل من هب و دب.
يجب أن يتعرفوا على أخلاقه أولا و قدرته البدنية و المالية.
الأن سيعد العدة.
سيقيم حفل زفاف في منزله ليحتفل مع جيرانه و يشهر زواجه.
الكل يعلم أنه زواج صوري حتى الأوروبية. قبلت لأنها ستظفر برفيق لسنوات و أي رفيق، شاب في عمر الزهور.
في نفس الحي، هناك العديد من الشابات في سن الزواج اللاتي سيقمن بعد هذا الزفاف على التشطيب على إسم فؤاد من لائحة الذين يحتمل أن يتقدموا للإقتران بهن.
هذه الحكاية تتكرر في كل ربوع وطننا الحبيب، في كل مرة يقترن فيها شاب مغربي بشابة أوربية ينقص إحتمال زواج الفتيات المغربيات و يساهم في ظهور العنوسة.
هناك من يبحث عن السعادة بعيدا و هي أقرب إليه من حبل الوريد.
رحل معها إلى موطنها.
كلما أراد أن يحصل على ورقة إدارية كان لزاما أن تأتي لتشهد بأنه يعيش معها و يعاشرها معاشرة الأزواج.
كانت كفيله مع فرق أنها لم تسحب منه جواز سفره.
مرت سنوات طوال عليه صابرا أملا في الحصول على الجنسية طوق نجاته.
فجواز سفره الأخضر لا يسمن و لا يغني من جوع.
هجرته خلقت فراغا في قلب ليلى. لبلى التي كانت تحبه بكل جوارحها.
صارت عرضة للضياع.
السنوات تمر و لم تعد ترى أي أمل في عودته إليها.
لقد فازت به تلك العجوز الأوربية.
تعاستها لا توصف
حصل على الجنسية و طلق فرونسواز.
رجع إلى وطنه و مدينته و حيه.
سأل أهل الحي عن ليلى.
قالوا له "لقد تزوجت . تعرفت على زوجها عبر الأنترنيت. تزوجت كلود، ذلك الشيخ الأوروبي العجوز، و سافرت معه إلى أوربا."
.
كانت تحبه حبا جما.
فؤاد شاب مثقف حاصل على شهادة في التسيير من مركز التكوين المهني.
هو أيضا معجب بها لكن ثقافته الذكورية تأبى أن يعترف لها بذلك.
دخل معترك الشغل.
في وطننا، ليس هناك قانون للشغل، هناك قانون الغاب.
دائما مصالح رجال الأعمال و الأغنياء هي الأولى.
إكتشف المغرب غير الرحيم في بحثه عن الشغل و حتى بعد حصوله عن العمل.
ما أقسى أن تعمل ساعات طوال و يؤدى بربع الحد الأدنى الأجور و لا تستفيذ من التغطية الصحية و لا من تقاعد و عندما تحتج يأتي أحدهم ليقول "إذا كنت غير راغب في هذا (العمل) فهناك الالاف الذين يقبلون به و بأجور أقل".
كل شيئ عندنا يسير وفق منطق العبودية. هذا ما خلص له له فؤاد بعد أن خبر دهاليز الشغل.
الحل هو الهجرة، قالها في نفسه.
و لكن ليلى الفتاة العفيفة الجميلة إبنة جيرانه و التي يعرف الجميع بمدى التجاذب بينهما.
هل يتركها؟
مستحيل.
الحل أن يسرع بتأمين مستقبله هناك و يعود ليتزوجها.
لكن كيف يهاجر إذا كانت حدود دولته مغلقة و يحرسها حراس غلاظ شداد لا يسمحون للخروج منها إلا من حصل على ترخيص يسمونه تأشيرة.
الحل السهل أن يضمنه أحد من أهل تلك البلاد البعيدة. لكن من؟
بحث في النوادي الليلية حتى وجد ضالته.
فرانسواز.
أوربية أكبر منه بسنوات قليلة.
هو أحسن حظا من كثيرين، تزوجوا نساءا في أعمار أمهاتهم.
أقنعها بالزواج.
ظل ينتظر أكثر من خمسة أشهر حتى جاءته الموافقة الرسمية لزواجه منها من سلطات بلدها.
هم لا يزوجون أبناؤهم لكل من هب و دب.
يجب أن يتعرفوا على أخلاقه أولا و قدرته البدنية و المالية.
الأن سيعد العدة.
سيقيم حفل زفاف في منزله ليحتفل مع جيرانه و يشهر زواجه.
الكل يعلم أنه زواج صوري حتى الأوروبية. قبلت لأنها ستظفر برفيق لسنوات و أي رفيق، شاب في عمر الزهور.
في نفس الحي، هناك العديد من الشابات في سن الزواج اللاتي سيقمن بعد هذا الزفاف على التشطيب على إسم فؤاد من لائحة الذين يحتمل أن يتقدموا للإقتران بهن.
هذه الحكاية تتكرر في كل ربوع وطننا الحبيب، في كل مرة يقترن فيها شاب مغربي بشابة أوربية ينقص إحتمال زواج الفتيات المغربيات و يساهم في ظهور العنوسة.
هناك من يبحث عن السعادة بعيدا و هي أقرب إليه من حبل الوريد.
رحل معها إلى موطنها.
كلما أراد أن يحصل على ورقة إدارية كان لزاما أن تأتي لتشهد بأنه يعيش معها و يعاشرها معاشرة الأزواج.
كانت كفيله مع فرق أنها لم تسحب منه جواز سفره.
مرت سنوات طوال عليه صابرا أملا في الحصول على الجنسية طوق نجاته.
فجواز سفره الأخضر لا يسمن و لا يغني من جوع.
هجرته خلقت فراغا في قلب ليلى. لبلى التي كانت تحبه بكل جوارحها.
صارت عرضة للضياع.
السنوات تمر و لم تعد ترى أي أمل في عودته إليها.
لقد فازت به تلك العجوز الأوربية.
تعاستها لا توصف
حصل على الجنسية و طلق فرونسواز.
رجع إلى وطنه و مدينته و حيه.
سأل أهل الحي عن ليلى.
قالوا له "لقد تزوجت . تعرفت على زوجها عبر الأنترنيت. تزوجت كلود، ذلك الشيخ الأوروبي العجوز، و سافرت معه إلى أوربا."
.