لماذا لن أصوت في إنتخابات 25 نونبر 2011


بعد إنطلاق الربيع العربي، و  وو خروج المغاربة للتظاهر  مطالبين بالإصلاح الحقيقي،  أعلن ملك المغرب محمد السادس عن مراجعة شاملة للدستور في خطاب 9 مارس 2011


في يوم فاتح يوليوز 2011، أجري إستفتاء على الدستور الجديد الذي جاء بمستجدات كثيرة لن ينكرها أحد



في إفتتاح السنة التشريعية الخامسة يوم الجمعة 14 أكتوبر 2011 حمل الخطاب الملكي، الذي ألقاه الملك محمد السادس، الحكومة و البرلمان المقبلين المسؤولية الكاملة في وضع و تنفيذ برنامج "طموح و مضبوط في أسبقياته و أهدافه و وسائل تمويله، و آليات تفعيله و تقويمه" .

  رغم كل هذه التعديلات، إلا أن  حركة 20 فبراير واصلت إحتجاجاتها و تمسكت بمطالبها و التي هي في سقفها لا تتعدى ملكية برلمانية الملك فيها يسود و لا يحكم و كل من لديه سلطة محاسب من طرف الشعب. 

بالطبع بالنسبة لي، فأمرمقاطعتي كان محسوما منذ بداية الحراك الإجتماعي،  ما دام الدستور الجديد لم يصغ من طرف لجنة منتخبة بل تكفلت به لجنة معينة. و أتذكر في هذا الخصوص  بطل المغرب  محمد بن عبد الكريم الخطابي رحمه الله،  الذي علق على دستور 1962 قائلا:
 "إن دستورا لم تأتي به لجنة منتخبة لا يمكن قبوله... لا نريد أن نكون أضحوكة الدستور المصنوع للمغاربة... إن التنصيص في هذا الدستور المزعوم على ولاية العهد ما هو إلا تلاعب، واستخفاف"
و في أثناء تفعيله، ما الذي حدث  في مجال الحريات ؟
رشيد نيني، الدواس...أين هم؟


كمال عماري، كمال الحسيني، ...ماذا كان مصيرهم؟


و لكن، رغم كل هذا، قررت  أن  أتريث في الأمر  و أحاول  أن أرى عن قرب ما الذي جاء به دستور 2011  و الذي تأتي الإنتخابات المزمع إجراؤها يوم 25 نونبر 2011 كتفعيل له. هل سيسمح  التعديل الدستوري لمن أنتخبه بممارسة السلطة دون خطوط حمراء و زرقاء و صفراء...و يتمكن من محاربة الفساد و الرشوة و ووو...و كل أهدافه التي أعلنها في برنامجه الإنتخابي.
لم أجد أحسن من يجيب عن تساؤلاتي هذه  من  أحد الخبراء  "إدريس بنعلي"،  الاقتصادي والأستاذ الجامعي المغربي،  في استجواب مع يومية "المساء" في عدد يوم الخميس 6 أكتوبر 2011 :
"الدستور واضح في هذه المسألة. هل يمكن لحزب معين أن يقدم برنامجا سياسيا أو اقتصاديا؟ الدستور يقول إن القرارات الاستراتيجية للمغرب يجب أن يبت فيها مجلس الوزراء. معنى ذلك أنه يجب أن يصادق عليها الملك، فالحزب الذي يعرف مسبقا أن برنامجه سوف لن يعتد به، لماذا ينجزه. الآن كل الانتقادات موجهة إلى الوزير الأول، وأنا أظن أنه لا يجب توجيه سهام النقد إليه لأنه، حسب الدستور، ليس مسؤولا ولا يملك حق اتخاذ القرارات، فالذين يلومون الوزير الأول ربما يفعلون ذلك لأنهم يعتبرونه ذلك «الحائط القصير»، وهذا نوع من الجبن في نظري، وأعتقد أن عباس الفاسي كان واضحا منذ البداية، عندما سألوه عن برنامجه، فأجابهم : هو برنامج صاحب الجلالة. وحتى الوزراء الذين سيتولون نفس منصبه سيكون لهم نفس التوجه، لأن الدستور واضح في هذا الشأن. القرارات المهمة تتخذ داخل مجلس الوزراء وليس داخل مجلس الحكومة. إذن برامج الأحزاب ليست لها أي قيمة، لأنها بكل بساطة لن تطبق"


فالدستور الجديد يتضمن فصولا ديموقراطية، و هي فصول عهدناها حتى في  الدساتير القديمة، و لكنه يحوي أيضا العشرات من الفصول التي تعرقل تنفيذ هذه الفصول الديموقراطية، فما منحته السلطة بيد تأخده بأياديها الأخرى.
و قديما قالوا أن المخزن كائن أعور يرى ما يريد رؤيته بعينه السليمة و يغض الطرف عن ما يرغب متحججا بعينه المصابة..
لن أصوت  و به التنويه و السلام.

10 تعليقات:

متفق معك أخ يوسف..وأفترض أن قراءة هذه التدوينة يمكن أن تجعل آخرين يتراجعون عن قرار المشاركة في الانتخابات القادمة، تماما من أجل الأسباب اللتي تفضلت بشرحها..شكرا لك..ومزيدا من العطاء..أنا من المتابعين لما تكتبه..وسؤال لك لم لا تبدأ بالاستفادة من خدمة أدسنس..؟

شكرا لك فريد. تسعدني زيارتك و يشرفني تفاعلك.
بالنسبة لخدمة أدسنس، حاليا أخشى أن أروج عبر صفحتي لموقع أو فكر لا تتناغم مع مبادئي... تحياتي

أخى يوسف ، أنا قبل خطاب 9 مارس و حتى بعده
قررت أن لا يرتبط اسمى بانتخابات لا أعلم لها ابا من جد سوى مصيرها الحتمى الذى كلنا نعرفه

و سأقاطع كالعاده لنفس الاسباب التى ذكرتها و بالمناسبه مقالك شاف بعض الشىء و يا ليت من سيشارك يأتى و يقرأ و يستفيد لكن للاسف هناك من لديه عقل و هناك من هو مثقل به فوق راسه فقط و الكثيرون مثلنا سيقاطعون و هذه المره لدى يقين أن هناك شىء لن يكون عاديا و سيحدث التغيير لا محاله ، و أنتظره بفارغ الصبر و لا شك أنك أيضا تنتظره ..
تحياتى

كل ما كتبته هنا يعبر عن ما أعتقد به و ما أراه صحيحا و منسجما مع مبادئي. عبر مقاطعتي، أريد أن أقول للجميع (كفى عبثا. حان وقت إنتخابات تفرز حكومة بكل الصلاحيات و لا تخضع لأي وصاية في حين يكون الملك رمز وحدة البلاد و ممارسا لبعض المهام الشرفية). تحياتي دقات القلب

تحياتي لشخصك الكريم أخي يوسف ... وقد سعدت بمرورك على مدونتي المتواضعة ... وماتفضلت بطرحه وإن تناول شأناً محلياً إلا أنه يعني الإنسان العربي وإن اختلف مكانه .

شكرا لك تركي على تفضلك بزيارة مدونتي. هناك المحلي و هناك العالمي فيما أكتبه هنا إرضاءا لجميع الأذواق :-) تحياتي لكل سكان خليجنا الجميل

وجهة نظرك تحترم أيضا
وكنت أيضا أتمنى أن يكون تشكيل الدستور من لجنة منتخبة
لكن لا يمكن ارجاع الأمور كأن شيئا لم يتغير
فأكثر من 90% من المغاربة وافقوا على ذلك الدستور
و"الديموقراطية" تقتضي منا أن نحترم رغبة الأغلبية :)

أختي مغربية، صراحة هل يصدق إنسان عاقل في خضم كل هذا الربيع الثوري أن إستفتاءا، تم في دولة، وزارة الداخلية فيها هي أم الوزارات ا، و تسخر أصحاب الشاحنات و الطاكسيات و الشماكرية للترويج للدستور، أن يصوت فيها المغاربة على تعديل دستوري، لم يشارك الشعب في صياغته و ظل مشروعه حبيس اللجنة الملكية حتى الأيام القليلة من الدستور، و ذلك بنسبة بنعلية تبلغ حسب ما تقولين 90%؟ تحياتي

كما وعدت اخي يوسف ان اقرأ الموضوع و قد قرأته... و ردي عليه انه عندما ننتخب حكومة سارقة كان ملكنا يحكم و يسود و هناك لوبيات تتحكم في المشهد السياسي و الاقتصادي و الاجتماعي المغربي و الي احنا معرفنهومش بالظبط شكون هما... كيف سيكون الاصلاح؟؟؟ عبر الخروج في مسيرات؟؟ ثورة؟؟ ماذا ستكون المطالب؟؟؟ ان تكون ملكية برلمانية ديموقراطية حيث ان الملك يسود و لا يحكم... جميل مطلب و الله اتا رائع اتمناه انا شخصيا.. و لكن ملي تشوف الجهل السياسي عند المغاربة الي كيشوفوا حد نيفهم عطيني 200 درهم نصوتلك و تشوف العلمانيين طالعين في الحكومات يحكمون كما احبوا و رضاو و تسمع ان الحجاب ممنوع بدعوة الحرية و الاذان ممنوع بدعوة الحرية و الافطار العلني مسموح بدعوة الحرية و الشذوذ الجنسي مسموح به بدعوة الحرية و هاد المسائل كاااملة طرحت من قبل و يعمل الاعلام على ترويجها بصور رااائعة تشهيك ملي تسمعا بالمصطلحات الرنااانة الي كيستخدموها.. ملي تكون وزارة الاوقاف و الشؤون الاسلامية في يد علماني متطرف في نظرك شنو غادي يطرا بهاد البلاد؟؟؟
حاليا و الى ان تصل العدالة و التنمية الى الحكومة و يرى الشعب مصداقيتها في التسيير انا ضد الثورة و الا غادي نرميوا راسنا لشي مصير فعلا معارفيناهش انا ثورية بطبعي اثور على عادات التطوانيين التي اراها حمقاء و اثور على بعض المقاهيم التي اكل الدهر عليها و شرب في ثقافة جاهلة ترب عليها اسلافنا و اثور على مدير مدرستي اذا ما رأيت الباطل و لكم ان تسألوا عني لا اخشى في الحق لومة لائم لكن افكر قبل ان اثور افكر ماذا اريد ما الطريق الاسلم و ما هي السيناريوهات المحتملة ... للعلم كنت اضع في كليتي احتمال الفصل عندما كنت اثور على المدير و كنت اقول انا قادرة على استحمال هذا القرار لان هذا اختياري و كنت احصل على ما اريد لاني كنت اجهز نفسي جيدا للمواجهة و احصل على اطراء مع العلم ان مدير المدرسة التي كنت ادرس بها لا دين له و لا ملة و انا محجبة و اصدح باخلاق اسلامي و كان يحترمني اكثر مما يحترم اولاءك يشاطرونه الاراء مثل البعير

احتراماتي لك اخي الفاضل يوسف و الله يجمعنا في ساعة الخير و في مغرب الخير

الدستور كان ممنوح ولم يكن مصوت عليه كيف يعقل أن شيئ أراده أمير البلاد أن يكون وتخرج نتائج تصويته عكسية أليست لكم عقول تفكرون بها ؟؟

إرسال تعليق

إجمالي مرات مشاهدة الصفحة

أشهـر مـواضيـعي

Twitter Delicious Facebook Digg Stumbleupon Favorites More