تمتاز مدينة سيدي إيفني بشواطئها الخلابة، في مقدمتها شاطئ الكزيرة الشهير الذي يتميز بقوسه و جزيرته و أسده.
وهناك شاطئ سيدي وارزك الذي يحتضن عين للمياه الصالحة للشرب تنفصل عن مياه البحر أثناء الجزر.
و من الشواطئ الرائعة أيضا شاطئ الباركو الذي سمي بذلك نسبة للقارب الذي تقاذفته مياه المحيط ليحط الرحال فيه.
إلا أن هذا الجمال الطبيعي يخفي وراءه مآسي عاشتها و ما زالت تعيشها العائلات بسيدي إيفني خصوصا و منطقة أيت بعمران عموما حيث مثلت هذه الشواطئ نقطة إنطلاق لمئات من قوارب الموت و على متنها شباب و شابات المنطقة نحو جزر الكناري المقابلة لتعترض خفر سواحل إسبانيا طريقهم في الغالب.
بعض الحالات "تاتصوفا" كما يقول الشباب في سيدي إيفني أي أنها تتمكن من الوصول إلى الضفة الأخرى بسلام. هذا ليس حال قارب كان قد إنطلق في النصف الثاني من التسعينيات . تاه الركاب في المحيط و بدأت أتعس هجرة سرية في تاريخ المدينة..إنتحر أول الشباب برمي نفسه في البحر بعد أن فقد كل أمل في النجاة، توفي الثاني الذي كان يعاني من السكري، بعد نفاذ مخزون مادة الأنسولين الذي أحضره، و هكذا دواليك. لم ينج سوى أحد الشباب الذي ظل يقاوم الموت من دون أكل و لا شراب، لأيام عدة، بعد أن تلقفته العناية الإلهية وو قدر الله أن يمر بقربه أحد مراكب الشحن الدولية في وسط المحيط الأطلسي، ليعود ليحكي للأهالي تفاصيل المأساة.
رغم ذلك، ما تزال تعاني مدينة سيدي إيفني من سيطرة فكرة الهجرة السرية على عقول و قلوب الشباب، فلا مسافة تزيد عن 400 كلم التي تفصلهم عن الجزر الجعفرية و لا حوادث مأساوية عدة تدفعهم للتراجع . و من سبق له أن زار المدينة، سيلاحظ، خصوصا بالحي السياحي، أن الشباب و الأطفال يعبرون عن أحلامهم عبر رسومات على الحيطان، لقوارب على متنها عدد من الأشخاص في إشارة للهجرة السرية..
من القصص الغير العادية ، قصة الشاب عبد العزيز المرزوقي، الذي هاجر سريا في أحد قوارب الموت عندما كان يبلغ 15 سنة. كان رياضيا موهوبا في المنطقة لكنه عانى من التهميش في بلده فقرر الهروب لأنه يحلم بمستقبل أفضل. في إسبانيا صار يحطم الأرقام الواحد تلو الأخر. فقرر مجلس الوزراء، في 26 مارس 2010، منحه الجنسية الإسبانية بناء على طلب من جامعة العاب القوى الاسبانية . عبد العزيز مرزوقي إنطلق في قارب للموت ذات يوم حارمن نونبر 2006 على الساعة الرابعة بعد الظهر، ليصبح بطلا لأوربا و يطمح ليصبح بطلا أولمبيا و عالميا.
خصصت عدة جرائد حوارات مطولة معه للحديث عن مشوارة الغير الإعتيادي، و و منها صحيفة إلباييس التي طرحت سؤالا عن رحلته عبر قارب الموت، فأجاب :
"Cuando veo por televisión la llegada de pateras, pienso que fui un loco. No volvería a hacerlo. Y quien esté pensando en hacer lo mismo, es mejor que se olvide"."عندما أرى على التلفاز وصول قوارب الموت إلى جزر الكناري، أظن أنني كنت مجنونا. لن أقدم على عمل مثل هذا في المستقبل. و كل من يرغب في ركوب البحر من سيدي إيفني نحو الجزر، فخير له أن يقلع عن التفكير في هذا الأمر "