أبناء فرنسا

إتصلت هذا الصباح بطبيب  لأخذ موعد لوالدتي، أجابتني سيدة على الطرف الاخر من الهاتف بفرنسية سليمة "Bonjour, cabinet du Docteur X" *. .إنتظرت أن تعيد نفس الرسالة باللغة العربية أو باللغة الأمازيغية، لكنها لم تفعل. سكتت لتستمع لما سأقوله.  إعتقدت لوهلة أنها فرنسية، و قررت أن أتحاور معها بلغتها درء ا للإحراج(لها بالطبع)...تصورت أننا وصلنا لمستوى عال من التقدم الذي يجعل الفرنسيات يقبلن بالعمل كسكرتيرات في عيادة طبية في المغرب تحت إشراف طبيب مغربي.".
لكنني تذكرت أنني في وطني المغرب كما في فرنسا، أغلب فواتيري و أغلب معاملاتي البنكية تتم باللغة الفرنسية.
تذكرت الموظفات في مراكزنا التجارية و هي تعلن عبر مكبر الصوت عن إعلان أو تنبيه باللغة الفرنسية كما يحدث في المراكز التجارية في فرنسا.
تذكرت أنني عندما أشاهد قناتنا الرياضية، أضطر لتهجي رموز كل فريق لكي أتعرف من يقصد مخرج المباراة كما يحدث لي مع القنوات الفرنسية و تذكرت أن بطولتنا صار يرمز لها ب بطولة BotolaPro تقريبا تقريبا كالبطولة الفرنسية.
تذكرت أن في مرجان المعلومات أغلبها بالفرنسية و أن المعلومات المهينة من قبيل "المرجو عدم لمس الأغدية"تكون حصريا باللغة العربية كما في فرنسا الفرنسيون العنصريون يستعملون  دائما لإحتقارنا كلمة "العربي الحقير".
تذكرت أن  جميع الفرنسيين يدخلون وطني بدون تأشيرة و أنني عندما أذهب إلى قنصلية بالمغرب ليس لي الحق أن أدخل إليها... ليس لي الحق أن أطأ تراب أي قنصلية فرنسية بالمغرب. كل ما يريد أن يعرفه المغاربة ملصق على الحائط خارج القنصلية و أن  كل مغربي يريد أن يترشح للتأشيرة، يسلم ملفه عبر نافذة صغيرة خارج القنصلية.
تذكرت برنامجا فرنسيا ساخرا يتهكم فيه مقدمو البرنامج الفرنسيين من المغاربة الذين تبنوا لغتهم.
تذكرت أن الإعلام الفرنسي إتهم وزيرا فرنسيا سابقا بالشذوذ الجنسي و بإغتصابه لأطفال مغاربة في مراكش، و أن  الوزير الناطق بإسم الحكومة  صرح بأن الحكومة المغربية عير معنية بهذا الأمر.
تذكرت أن فرنسا دولة عظمى تقدمت بلغتها  و تسعى بكل الوسائل لحمايتها و أن الأمية تتسيد في المجتمع المغربي و أن المغرب دولة ترفل في نعيم الجهل و اللغة الفرنسية.
تذكرت الوزير الأول المغربي الذي زار إسبانيا و أحرجه جهله و أحرج معه حتى مترجمة التلفاز  فصار يعتذر بلغة إرتبطت لديهم بذكريات مجازر إرتكبها أصحابها في بلده.
ثدكرت أن القنصليات المغربية تقترح على الروس الراغبين في الحصول على تأشيرة لدخول المغرب،  تعبئة مطبوع باللغة الفرنسية في بلد ناسه لا يستعملون الفايسبوك بل جلهم يميلون لإستعمال فكونتاكت  http://vkontakte.ru/  الذي يحترم خصوصيتهم اللغوية و الثقافية.
تذكرت كل هذا و غيره....
تنهدت في عمق و أنا أتحسر على وطني و أجبت  السيدة على الهاتف"السلام عليكم" ، ردت علي بالدارجة المغربية : "و عليكم السلام، عيادة الدكتور فلان".




* عبارة باللغة الفرنسية و تعني :   صباح الخير، عيادة الطبيب فلان

4 تعليقات:

مقال لطالما عشته وأعيشه كلما زرت بلدي. لكن الحلّ أظنه في أن تتاح الفرصة لهؤلاء المفرنسين زيارة فرنسا لبضعة أشهر حتى يروا كيف الفرنسيون يدافعون عن لغتهم ويهاجمون كلّ كلمة انجليزية تخترق مجتمعهم.. فلعلهم بهذا يكتسبوا شيئا من المناعة.

اللغة العربية في المغرب لغة رسمية في الدستور و ليست لغة وطنية. تم إدخالها في الدستور بتلك الشاكلة لأنها "لغة مقدسة" و الأغلبية في المغرب مسلمة. تشكل "عائقا" لأصحاب التبعية للفرونكفونيين لذا فأصبحت الدولة تعتمد في الإعلام "الدارجة" شيئاً فشيئاً.

Selon Laroui, le Maroc s’est enfermé dans une impasse: il ne peut adopter officiellement le français, langue pourtant pratique et moderne, car c’est la langue du colonisateur. Mais il ne peut non plus imposer une «langue morte», l’arabe, qui n’appartient pas à la réalité du pays, n’est pas (et ne peut être) parlée.
http://www.babelmed.net/index.php?c=1460&k=&l=fr&m=

اخر كلماتك في التدوينة هي خلاصة كل الموضوع
من أراد الحفاظ على العربية، يجب عليه أن يستعملها
سلامو

نعم أختي مغربية...من له غيرة على لغته، فليستعملها...شكرا لfajrbreeze و لseyf على تفاعلكما

إرسال تعليق

إجمالي مرات مشاهدة الصفحة

أشهـر مـواضيـعي

Twitter Delicious Facebook Digg Stumbleupon Favorites More