رجال التعليم، تلك الفئة المندسة

من منا لم يقرأ مقالا يتحدث عن مرتبة المغرب المتدنية في قطاع التعليم ; الذي بالكاد نتفوق فيه على دول تعرف حروبا أهلية كالصومال و اليمن و العراق.
و كالعادة ما إن تبدأ في تصفح التعاليق، حتى تقع عيناك على مثل هذه التعاليق :
والله سبب الخراب الكبير هم المعلمون الذين يجرون وراء مصالحهم ويتركون التلاميذ خاصة بالأرياف بتواطؤ مع المدير.
اكثروا من مراقبة المعلمين الذين اصبحوا يحتمون بنقابات اخر الزمان.

موازاة مع برنامج إصلاح التعليم المزمع تطبيقه هذه السنة ولو أنه استعجالي،فإنه، ومن أجل إصلاح ناجع، من الضروري إطلاق حملة جادة لتأديب الغشاشين والمتلاعبين ببراءة التلاميذ وابتزاز الآباء، والضرب فعلا على أيديهم وخصوصا منهم:
1- المتهاونين الغشاشين الذين يضرون بمصلحة التلاميذ ولا يقدمون شيئا لهم، ينامون داخل الأقسام أو يهيئون الأكل كإعداد البطاطس أو الطماطم وبالتالي الطواجن؛
2- المتغيبين من المدرسين والمدرسات بمررات واهية مع معاقبة كذلك أولائك الأطباء الذين يمنحونهم الشواهد المزورة؛
3- المدرسين والمدرسات الذين يكذبون على التلاميذ بالساعات الإضافية ويبتزون الآباء ومعاقبة الآباء الذين يمضون عرائض مزورة يدعون أنهم يرغبون في ساعات إضافية وهم الذين طلبوا ذلك من المدرس أو المدرسة، ولكنهم في الحقيقة لا يطلبون من المدرس أو المدرسة إلا النقظ ليتمز ولدهم وليجسدوا الأنانية وحب الذات؛
4- المدرسين والمدرسين الذين يتلاعبون بالنقط ويبيعونها بالحرام ويغشون في تقييم مجهودات التلاميذ ويميزون بعض التلاميذ عن البعض الآخر؛
وقبل الختم، ندعو من أعلى هذا المنبر المحترم، المسؤولين، إذا كانت لهم إرادة الإصلاح، القيام بإجراءات ردعية ومعاقبة المتلاعبين من المدرسين والمدرسات بمصير الأمة، وذلك بتشكيل لجن جادة وصارمة للوقوف على جميع الخروقات وما أكثرها، وتقديم أصحابها إلى العدالة لتقول فيهم كلمة الحق.
و ليس المواطن العادي هو الذي يهاجم الأستاذ و يعتبره السبب الرئيسي لنكسة قطاع التعليم في بلادنا.
في وطننا، رجل التعليم هو هدف مشروع للجميع.




فرئيس المجلس الاستشاري لحقوق الإنسان" أحمد حرزني " يؤكد، أثناء استضافته في برنامج "حوار " الذي تقدمه شهريا القناة الأولى، أن أزمة التعليم بالمغرب مرتبطة حصرا بغياب الضمير المهني لدى رجال التعليم،معتبرا قوله شجاعة وجرأة يفتقر إليها المسئولون المغاربة.
بجانب هذا الإعلام الذي يقوم بتنميط الفكر المغربي  في هذا الإتجاه.، يهاجم المسؤولون أيضا رجل التعليم، فوزير التربية الوطنية أحمد إخشيشن يتهم الأساتذة بإفشال مشاريع الإصلاح.
و ها هي لطيفة العبيدة كاتبة الدولة المكلفة بالتعليم تتهم ا لأساتذة مباشرة في تردي الوضع التربوي في بلادنا.
هؤلاء المسؤولين يتعاملون بمنطق تفرق دم قطاع التعليم بين القبائل، و يشيرون بأصبع الإتهام لرجال التعليم و بذلك يضمنون أن لا تتم محاسبتهم هم.




لكن مهلا! ألا يجدر أن نتمهل قليلا قبل أن نحكم.
أليست المنظومة التربوية تضم متدخلين  عدة من أسرة و مجتمع و جمعياء أباء و أولياء التلاميذ و جمعيات مدنية و هيئة تفتيش و مسؤولين مركزيين و جهويين و إقليميين و إدارة محلية و الكل يشارك في تلك العملية المعقدة و هي صناعة الإنسان.
لماذا يتسرع الناس عامة لإتهام الأستاذ؟ ألأنه الحائط القصير
لماذا يلقي المسؤولون عليه باللوم على رجل التعليم المنفذ المباشر لسياستهم في الميدان؟ ألأنهم يرون فيه الحلقة الأضعف التي تمكنهم من التخلص من المحاسبة.

عندما تقرأ في جريدة أن مراسلات رسمية لرجال التعليم ية تباع لدى اصحاب دكاكين البقالة و بائعي الزريعة   بالرباط، يحق لك أن تتساءل عن ما هو مستوى هؤلاء الأناس الذين يقودون قطار التعليم.



 هل الأستاذ الذي يعمل في القسم هو الذي قام بتفويت مدرسة لبناء فيلات فاخرة  كما ورد في جريدة المساء عدد (1750 10 أكتوبر 2011) ؟ 
جملة واحدة، سمعتها من أحد الأصدقاء، تختصر كل شيئ : الأستاذ هو ذلك الجزء العلوي البارز المرئي من جبل الجليد الطافي على سطح المياه  الذي يخفي تحته عفن و فساد منظومة تربوية بأكملها. 

3 تعليقات:

الله يدير شي تاويل ديل الخير ...

أتفق معك و أكررها عنك كما كررتها عن صديقك:

"الأستاذ هو ذلك الجزء العلوي البارز المرئي من جبل الجليد الطافي على سطح المياه الذي يخفي تحته عفن و فساد منظومة تربوية بأكملها. "

شكرا لك، مواضيعك كلها هادفة، ربح لنا و للتدوين المغربي وجودك بيننا

سلام

إنتفضت لرجل لم يقدره المجتمع حق قدره بل وصفوه بأقبح الصفات و إتهموه بكل النقائص.
تحياتي لك يا سناء و يا محمد

إرسال تعليق

إجمالي مرات مشاهدة الصفحة

أشهـر مـواضيـعي

Twitter Delicious Facebook Digg Stumbleupon Favorites More