تزوج، تربح الدنيا و الأخرة


بينما أنا في جولة ليلية صيفية في أحد شوارع باريس، مرت بجانبي فتاة في مقتبل العمر في كامل تبرجها و تلبس تنورة  لا تصل إلى ركبتيها.  مرت الفتاة في الشارع  دون أن يعاكسها  أحد، دون أن يتابعها  أحد بناظره، الكل يغض بصره عنها.  تعوذت من الشيطان،  ليس منها،  فهذا شأنها و ثقافتها،  لكن تعوذت من الشيطان من مجرد تصورها تمر في شارع في  أحد مدن بلدنا الحبيب في تلك الساعة. الكل يعلم ماذا سيحدث. ففي المتخيل الجماعي لدينا، ففتاة بمثل هذا المظهر في مثل هذه الساعة لن تكون سوى فتاة ليل.


أسفت لأن في موطني لا يمكن أن تمر شابة مثل هذه بسلام. ستجد دائما من يتحرش بها، فبعض شبابنا للأسف لا يغضون  أبصارهم.
التحرش الجنسي هو ظاهرة منتشرة في بلدنا بكثرة و تجد مسبباتها في الكبت و الناتج بالأساس عن عدم إكتفاء نتيجة ثقافة شعبية غارقة في التخلف  تنظر للإنسان  كجسد و تعقد الزواج المؤسسة الوحيدة القادرةعلى تحقيق التوازن لدى الشباب.



التشويه الذي طال قيمنا و أصاب المجتمع بأكمله خصوصا في أهم مكون له الأسرة،  ساهم في بروز ظواهر غريبة مثل مشهد ذلك الشاب برفقة زوجة أوربية في عمر والدته و منظر شابات مسلمات و قد إنصعن لصوت الطمع و قبلن بتزوج شيخ غربي، يعيش أرذل عمره، طمعا في جنسية غير المغربية
الفيديو التالي  يبرز  بعض  التعقيدات التي تضعها ثقافتنا في وجه الزواج


الغربيون إنتبهوا لأهمية هذا الامر على الاستقرار العاطفي و النفسي للانسان فحثوا عليه ( بالطبع حسب ثقافتهم المغرقة في المادية و التي تتجاهل الاأفكار الدينية).
تذكرون أغنية الأب و الإبن ليوسف إسلام التي كنا نتعلم عبرها اللغة الإنجليزية في المرحلة الثانوية. ينصح الأب الإبن فيها بالبحث عن فتاة من أجل أن الحصول على الإستقرار.


حتى في السياسة،لا يقبل أي بلد غربي أن يقاد برجل أعزب...  بل إن قائديهم يسعون لإعطاء صورة الإنسان السوي عنهم و الترويج لنموذج الأسرة...تذكرون صورة أوباما و زوجته خلال الحملة الإنتخابية.
تزوج، تربح الدنيا و الأخرة.

8 تعليقات:

أزال المؤلف هذا التعليق.

موضوعك في الصميم

و كالعادة غني جدا

الله يرحم ليك الوالدين

كنت هنا

الله يرحم ليك الوالدين ختي سناء و يرحم والدين لي علمونا حتى ولينا فاهمين و واعيين.
شكرا على الزيارة و التعليق.
تحياتي

الله يرزقنا بزوجات صالحات ياربي أمين ...

أمين أخويا. و الله يرزق جميع المسلمات و المسلمين العفاف

تحياتي لشخصك الكريم ... مادونت أخي يتناول الواقع بذكاء شديد ... وهو من أحد المشاكل الاجتماعية في جميع البلاد العربية ، فحتى في الدول المحافظة أو المجتمعات التي تشدد على الاحتشام الشديد في اللبس لاتسلم المرأة من المعاكسات ... فكيف بتلك الفتاة لو لم تكن محتشمة ... وأرى أن الأسباب متعددة لايمكن اختزالها في الوازع الديني أو الكبت أو الفقر مثلاً ... الأمر في رأيي نتاج ثقافة المجتمع أي مجتمع عربي مسلم لم يجد بعد الوسائل المناسبة لمعالجة حاجات العقل والجسد لدى الإنسان العربي إلا بالكبت أو التدين المتطرف أو الاستهداف الخارجي وغير ذلك من الأسباب التي أجدها عامل مساعد لكنها ليست هي السبب الأوحد .

نعم أخي تركي. أسباب هذه الظاهرة كثيرة و لا يمكن إيجازها في سبب واحد كالذي ذكرته في التدوينة. كتابتي لهذا المقال بهذا الشكل جاء نتيجتي إحساسي بالالم و أنا أرى أن ما يجب أن نتحلى به نحن المسلمون، إتخذه الغربيون أخلاقا لهم. إنها المرارة التي تدفعني للكتابة في كل مرة في إنتظار اليوم الذي نتغير فيه.
شكرا لك تركي. تحياتي

الزواج القويم فيه من الراحة المادية والمعنوية ما لا عين رأت ولا أذن سمعت ولا خطر على قلب بشر
الزواج القويم
الزواج القويم
الزواج القويم
بالتوفيق والسداد

تحيتي ومودتي

إرسال تعليق

إجمالي مرات مشاهدة الصفحة

أشهـر مـواضيـعي

Twitter Delicious Facebook Digg Stumbleupon Favorites More