هل أنت قدوة حسنة لباقي الناس؟

قالت لي جارتي الألمانية، عندما حدتثها عن صورة الألماني في المتخيل الجماعي كرجل صارم منضبط للقوانين، أن هذا الأمر صحيح جدا  و أعطتني مثالا  بأنه أمر عادي في بلدها  أن يمنع أحد المارة أخر إذا أراد  هذا الأخير يتأهب لعبور الطريق عبر ممر الراجلين، في اللحظة  التي يكون فيها المرور مسموحا للسيارات و ممنوعا على الراجلين، بحجة أن هناك أطفال صغار سيلاحظون ذلك و سيقلدونه.
فالأطفال  بطبيعتهم يميلون لتقليد الكبار في كل شيئ لأنهم يعتقدون أنهم نموذج يحتدى به. و الطفل يلاحظ أولا أقرب الأقربين إليه. فالأب و الأم في الأسرة، كلاهما يلعب دورا كبيرا و يقدمون له القدوة و النموذج.



و التأثر بالأخرين ليس حكرا على الأطفال الصغار فقط، بل حتى الكبار. و من هنا تبرز أهمية الصورة التي نقدمها لهم عنا و النموذج الذي نقدمه للأخرين سواء داخل أسرنا أو عبر سلوكاتنا في الشارع.
الكل ما زال يتذكر  ذلك الوزير الإيطالي الذي أثر فيه منظر الشاب الذي قام إلى الصلاة


و الكل يتذكر  كيف أسلم  مراد هوفمان السفير الألماني السابق بالرباط عندما عاشر  مع المغاربة و تأثر بهم و بمعاملتهم الطيبة.


و لابد أن عددا كبيرا منكم قد شاهد عبر التلفاز  ذلك اللص الذي دخل إلى متجر مسلم ليسرقه فخرج منه مؤمنا بالدين الحنيف.



فمن واجب كل منا أن يقدم صورة جميلة عنه و عن دينه و عن أمته، أينما كان، أثناء مروره بالشارع و خلال قيامه بعمله. في كل مرة إسأل نفسك  :  هل  سلوكي موافق لمنطقي و أقوالي؟ هل أعطيت القدوة الحسنة لباقي الناس؟.
قبل أيام، شاهدت فيديو لأحد رجال الشرطة الذي دخل في مشادة مع أحدا الشباب الذي يركب دراجة هوائية. لا أستطيع أن أحكم على الفيديو لكوني لا أعلم ما هي حيثياته الكاملة لكن مؤسف جدا أن نرى مثل هذه الصور في بلادنا.



في حين نرى صورة أخرى لنفس القطاع في  جارتنا الشمالية، لشرطي يخاطر بحياته لإنقاد مواطن ،سقط على السكة الحديدية و علق بها،  بل  لم يرغب حتى في الكشف عن وجهه أمام التلفاز متشاركا شرف تلك البطولة مع كل رجال الأمن في وطنه.


1 تعليقات:

أحاول أن اجعل الاسلام في معاملتي فبدون شك هو الأفضل ...

إرسال تعليق

إجمالي مرات مشاهدة الصفحة

أشهـر مـواضيـعي

Twitter Delicious Facebook Digg Stumbleupon Favorites More