المنبوذون في جزيرة المغرب

اليوم، عاينت حادثة أليمة أحكيها لكم بكل تفاصيلها
المكان : الشارع الرئيسي في المدينة
الزمان : منتصف النهار حيث تعج الشوارع بالحركة.
الشخصيات : سائق سيارة و راكب دراجة و عامة الناس
القصة : يمر راكب الدراجة وسط الشارع، يحاول سائق السيارة تجاوزه بدون جدوى. يطل من نافذة السيارة ليسبه في إحتقار طالبا منه أن يتنحى عن الطريق ليفسح له المجال. يتوقف راكب الدراجة ليرد الصاع صاعين و يشتم بدوره سائق السيارة. يوقف هذا الأخير سيارته و ينزل متوجها نحو راكب الدراجة و الشرر يتطاير من عينيه و لسانه لا يتوقف عن السباب. يحاول أن يلكم راكب الدراجة. يتفادى هذا الأخير اللكمة موجها ركلة لبطن سائق السيارة ليطيح به أرضا. يمسك به من عنقه و تمتد يده لتحمل عتلة كان يستعملها بناؤون بالجوار لينقض على ضحيته. يقوم بضربه بكل قوة على وجهه. تتطاير الدماء و يستشيط صاحب الدراجة غضبا . يحاول سائق السيارة المطروح أرضا المقاومة لكن دون جدوى، فقد كان فو وضع لا يسمح له بالتوازن و بالتالي رد الهجوم. فجأة و أثناء تقلبه على الأرض، تقع يده على حجرة كبيرة، يمسكها بكل قوة و يوجهها نحو رأس صاحب الدراجة. تنفجر الدماء من رأس هذا الأخير ليستغل الفرصة سائق الدراجة ليقف على قدميه موجها لكمات سريعة لخصمه الذي يحاول الهرب باحثا عن وسيلة للدفاع. في هاته الأثناء، يتدخل أحد عامة الناس للتفريق بين المتعاركين في حين إكتفت بقية عامة الناس بالفرجة أو بتفادي رمي نفسها في أتون هذه المعركة الملتهبة. يحمل صاحب الدراجة حجرة كبيرة، و يوجهها لرأس خصمه. يتفاداها هذا الأخير، لتمر قرب رأس الشاب الذي حاول إخماد نار الفتنة.يهرب هذا الأخير بجلده حامدا الله على السلامة. تصل سيارة شرطة أخيرا، لينزل منها رجلي الشرطة في كل هدوء متوجهين إلى المتعاركين. يبدأ الرجل الأول في الحديث ثم يلتحق بهم صاحب الدراجة. يأمر أحد الشرطين الرجلين بالصعود في سيارة الشرطة و تنطلق إلى مركز الأمن.
أغضبي ما حدث و حرك في  عدة إستفهامات. كيف لحادث سوء تفاهم بسيط أن يتحول إلى مشاجرة و دماء و ربما محاكمة كان يمكن تفاديها عبر ردود أفعال إنسانية و تسامح.




أنا لا أحاول عبر هذه التدوينة إعطاء إجابة لكني أحاول طرح سؤال حول العيش المشترك بيننا نحن كمواطني دولة واحدة. فإذا تفهمنا صعوبة العيش المشترك بين أشخاص من قوميات مختلفة أو من ديانات مختلفة (ليس مستحيلا لكن صعب و يتطلب مجهودات لإرسائه)، فكيف نفهم صعوبة العيش بين أناس لهم نفس الدين و نفس اللغة و ينتمون لنفس العرق؟؟؟



الإنسان إجتماعي بطبعه ولا يمكن لأي كان أن يعيش بمفرده و بمعزل عن الأخرين.
في أحد الأفلام الرائعة،  المنبوذ (Cast Away‏)، تتحطم الطائرة التي تقل بطل الفيلم ليجد نفسه ملقى على شاطئ أحد الجزر المعزولة. يتكيف مع وضعه الجديد كي يعيش لكنه يحس بأنه محتاج للأخر لكي يتشارك معه لحظات الفرح الحزن. وحيدا، يجد في كرته، التي ألبسها شعرا مستعارا و رسم عليها وجها و سماها، أنيسه الدائم الذي يحكي له عن إحباطاته و عن أماله. 




1 تعليقات:

البشر بغى غير فين يبرد الغدايد ... الله يهدي ما خلق ...

إرسال تعليق

إجمالي مرات مشاهدة الصفحة

أشهـر مـواضيـعي

Twitter Delicious Facebook Digg Stumbleupon Favorites More